لملم من عشقه للبحر أجمل عباراته، ورحل بها ليغنيها أجمل الأغنيات تضج بها شوارع "اللاذقية" كل يوم، وعند كل مساء، وبين كل حين وآخر. ابن "اللاذقية" الذي "مزق عباب الويل" كما يقول هو، حيث بدأ من "جامعة تشرين" مغنياً وعازفاً على غيتاره الذي ولد معه في بيئة يصعب للفن حينها أن يثور
ويعلن فنانه اسماً يستحق أن يبقى إلى اليوم رفيقاً للآلاف من الناس المعجبين بسيد العشق كما يسميه أهل "اللاذقية".
موقع eLatakia التقى الفنان "مصطفى يوزباشي" ليروي لنا عن العلاقة التي تربطه مع البحر فقال: «علاقتي بالبحر علاقة ربما أجدها عادية إلى حد ما، كأي إنسان يحب البحر، ولكن الإنسان المبدع والموهوب، له رأي وموقف مختلف في هذا الاتجاه، ومن حيث تعامله والأشياء التي تحيط به، ومع الطبيعة التي يراها ملائمة لمناخه الإبداعي، والذي أفضله وحيداً وقريبا من ذلك الفضاء الواسع الذي يريح النفس ويطمأنها».
* بداياتك، هل كانت كباقي الفنانين المبدعين والمميزين من حيث اللقاء المفاجئ مع الفرصة الإبداعية؟
** الغناء والموسيقى والكتابة وحتى التصور والتخيل والإدراك، هي صفات وميزات روحية تتعلق بكل إنسان حسب شخصه ومناخه الذي يعيش فيه، وأنا وعلى الرغم من محاربة الجميع، خرجت مع صديقي الباقي دوماً (الغيتار)، وبالتالي خرجت من "جامعة تشرين"، ومنها وبتأثير حادثة ما، فجرت ما بداخلي وكان حينها أول كاسيت والذي حمل اسم (رسالة حب)، على الرغم من عدم تفكيري بأي مشروع لطرح
ألبوم في السوق، ورغم هذا خرجت إلى الشارع ودخلت قلوب الناس من خلال كلماتي وألحاني، وبدون أي دعم يذكر، فأنا عزفت الغيتار دون أستاذ، وغنيت دون أستاذ، ولكني شعرت بالقوة العظمى بوجود جمهوري الذي يتابعني إلى اليوم ومنذ أكثر من عشرين عاماً مضت.
* (لما بسمع صوتك، اشتقت لعيونك) من أجمل أغنياتك التي حفظها الآلاف من معجبيك، فلماذا هاتين الأغنيتين دون الباقين، ولماذا لم يكن لإحداهما على الأقل فيديو كليب يستمر أمام عيون الناس؟
** الأغنيتين في الحقيقة وبشهادة الجميع حققتا شعبية واسعة وبطرقة سريعة، وذلك لكلماتهما ولحنيهما المميزين، ولكني لم أشاء أن أصنع فيديو كليب لكي لا تموت روح الأغنية التي يفضلها كل الناس، ولكي يختار كل سامع لها كليب يناسبه ووفق خياله الواسع الشاعر بكلمات ولحن الأغنية الحقيقية، لأن الصورة تختزل الأغنية بأربع دقائق، وهي بالأصل مستمرة منذ زمن حتى اليوم، وأنا حقيقة لا أحب أن أصل إلى عيون الناس فقط، وإنما أحب الوصول إلى قلوبهم، وإن كان لابد من كليب كي تكون هناك أغنية مميزة، فأنا أغني لكل لحظة أرى فيها مشروع كليب واقعي مر بي ضمن الفضاء القريب مني، أو من خلال قضية ما سمعتها وعشتها.
* الجمهور يسأل عنك كثيراً، فأين أنت الآن، ولماذا لا تظهر إليهم كما عودتهم في الماضي، وهل هناك تقصير إعلامي بحقك كما يتردد في الخارج؟
** نعم هناك تقصير إعلامي ظاهر للعلن بالنسبة لي ولباقي الفنانين والمبدعين في المحافظة خصوصاً ومن قبل وسائل الإعلام المتواجدة فيها، صحفها وشاشتها، علماً ينبغي على الإعلام أن يلعب دوره في تطوير الفن وتعميقه ومساندة فنانينه لا كبتهم وغمرهم، وإبعادهم عن جمهورهم بطريقة أو بأخرى، وبالنهاية الفن رسالة على الجميع المساعدة والتعاون لإيصالها، أما جمهوري الذي أحبه وأعترف بجهوده التي بذلها في مسيرة نجاحي، فأقول له أنني متفرغ حالياً للكتابة والتلحين، وأنا أطل عليه
|
خلال لقائه مع موقعنا داخل غرفته الصغيرة |
بين الفينة والأخرى من خلال حفلات صغيرة وبالمناسبات الخاصة، فأنا على اشتياق كبير إليه، وأتمنى أن أكون دائماً بينهم ومعهم، كما كلماتي وألحانها التي لم تهاجر قلوبهم، فما بالك ألسنتهم.
* ماذا عن يومك العادي، كيف تقضيه، ماذا يميزه، وهل مرت بك ساعات الملل في فترة ما؟
** أعيش كإنسان له مناخه الخاص به، فحياتي ليست غير الكتابة والموسيقى بكل ساعاتها، أبحث عن كل جديد لجمهوري، ولا أحب أن أبقى ساكناً كي لا يتخلل الملل الذي قصدته في سؤالك إلي، فصحيح أني غير متزوج، وأعيش منفرداً ببعض الأوراق، والغيتار، لكنك تراني طوال اليوم منغمساً في عملي وتدريباتي، بالإضافة إلى باقي المهام التي أوكل نفسي بها من متابعة التلفاز وممارسة الرياضة بشكل يومي تقريباً على "كورنيش اللاذقية"، بالإضافة إلى القراءة والمطالعة المستمرة لكل جديد في عالم الأدب والشعر».
* ماذا عن الكتابة وطقوسها الخاصة لديك؟
** أنا بطبيعتي أحب العمل الشاق، وأحب أن أبقى ساعات على رأس عملي، وبين الأوراق ومتعة الكتابة ضمن سطورها الوهمية، فلحظة الكتابة عندي ليس لها وقت محدد، وإنما هي عبارة عن ومضة تأتيني في وقت ما من هذا الزمان، والأشياء التي أكتبها تبقى لي، لم أنشر ولم اصدر أي ديوان، فالكتابة لي وإن حصل وكتبت ولحنت ما كتبت، فهو لجمهوري الرائع، فالجميل أن تكتب من نفسك إلى نفوس يجمعها معك مشاعر واحدة واتجاهات واسعة تستطيع رسمها في حين من الأحيان على أوراقك.
* من ساعد "مصطفى" الفنان والكاتب والعاشق، وهل يفكر بمساعدة من يجد فيهم الموهبة؟
** صدقني لا أحد ساعدني بشكل مباشر، ولكن هناك كبار نسمعهم، نعشقهم، نتعلم منهم على الرغم من بعدهم المكاني عنا، إلا أنهم باقون فينا، أمثال (السيدة فيروز، فريد الأطرش، عبد الحليم حافظ....)، هؤلاء العظماء يشبهون "مصطفى" بصدقه، وما يسعى إليه، زرعوا في نفسي الكثير، حتى يوصلوني إلى محطة صعبة ضمن طريق الحياة الصعب، فأنا من بيئة محافظة وشعبية، وهناك دائما من هو ضدك رغم كل المحبين والمؤيدين، وربما وصلت الاعتراض لديهم إلى حد الكره والتثبيط المعنوي، فأنا مضيت وما زلت أمضي، بالتعلم والتدريب، ومع أني لم أدرس ولن أدرّس الموسيقى لأنها روح وموهبة من الله، ولا تستطيع التعليم بمعنى التعليم والتدريس، إلا انك تستطيع المساعدة وإبداء النصائح التي تساهم في استمرار عطاء هذه الموهبة، لأن الإنسان الذي لا تخلق الموسيقى معه، من الصعب أن تخلق فيه حب الموسيقى التي سيتعلمها .
من الجدير بالذكر أن الفنان "مصطفى يوزباشي" هو من مواليد 15/7/1959م. اشترى أول غيتار من مصروفه الشخصي وتعلم العزف عليه عام 1975. له أربع ألبومات غنائية معظم كلمات أغانيها من تأليفه نذكر منها (رسائل حب عام 1981، وعلى مهلك في عام 1984، وسلم يا قمر عام 1987 ...). درس في المعهد الزراعي في "جامعة تشرين"، ولكنه لم يكمل فيه. أقام العديد من الحفلات في جميع المحافظات السورية وجامعاتها، وسافر إلى مصر والإمارات، ولبنان